© 2020 Cofounderslink.com - All Rights Reserved.
ومن رأس الشارع رأيت حشداً متجمعاً عند باب بيته، فعرفت من الناس أنه وصل بالكاد ومرّ بطقس العودة إلى البيت إذ دخل إليه من سقفه لا من بابه، كما هي العادة عندما يرجع رجل كان يعتقد أنه قد مات إلى بيته وهو حي يرزق. وإذن، انطلقت في الصباح التالي إلى بيته الواقع على مقربة من القصر، ودخلت باحةً مظلمة مهملة فوجدت فيها عدداً من المرضى، بعضهم يجلس القرفصاء سانداً ظهره بالجدار، وبعضهم الآخر يدعمه أصدقاؤه، وآخرون يحملون قوارير في أيديهم بانتظار أن يخرج الطبيب من بيت حريمه ويبدأ باستقبال المرضى. أي قل أيها الرسول لقومك الذين يشركون مع الله سواه، ولا يشكرون نعمه التي أسداها إليهم: محل زجاج ومرايا فى الرياض إن الله هو القادر على أن يرسل عليكم عذابا تجهلون حقيقته، فيصبّ عليكم من فوقكم، أو يثيره من تحت أرجلكم، أو يلبسكم ويخلطكم فرقا وشيعا على أهواء شتى، كل فرقة تشايع إماما في الدين أو تتعصب لملك أو رئيس، أو يذيق بعضكم بأس بعض فيقتل بعضكم بيد بعض.
ولكن ما أريدك أن تساعدني به هو شيء آخر. لم يتعرف علي، وحتى بعد أن شرحت له من أنا لم يصدق إلا بصعوبة أن هذا الرجل الوسيم هو نفس ذاك الهمجي القذر ذو الملابس البالية الذي عرفه عند التركمان. وقال ابن الهائم : أي قائلون له. حكاه الرازي. قوله «لعلهم يضرعون» : أي يتذللون فيؤمنون. قوله ( فقال ): سليمان. فقال الميرزا: «لا، لا! أي ولو استفزوك فخرجت لا يبقون بعدك إلا زمانا قليلا. ومن ثم، قام بعد بضعة دقائق وخرج من الغرفة، ثم دعيت لمقابلته في باحة منفصلة صغيرة محاطة بالجدران من كل جوانبها عدا الجدار الذي تطل عليه الخلوة، أي الغرفة الخاصة، التي كان الطبيب يجلس فيها. لقد أوصيت بك خير وصية إلى الميرزا أحمق، وهو حكيم باشي، أي كبير أطباء الشاه، وهو بحاجة إلى خادم. فأجاب الميرزا أحمق: «الحق معك، فأخلاقهم وعاداتهم تختلف تماماً عن أخلاقنا وعاداتنا، فاعلم أنهم بدل أن يحلقوا رؤوسهم ويطلقوا لحاهم يعملون العكس فلا ترى أثراً للشعر على ذقونهم، بينما شعر رأسهم كثيف وكأنهم نذروا ألا يحلقوه أبداً.
وبين هؤلاء، ممن أكثر عليه بالإطراء والتهاني، كان الميرزا فضل الذي سماه الشاه ليحل محل الشاعر في البلاط، والذي بقي يردد «مكانك بقي خالياً، والآن اكتحلت عيوننا» ما دام جالساً في القاعة. وبعد أن استمع الحكيم إلى شكاوى مراجعيه وتبادل بضع كلمات مع الحلقة الصغيرة من مجالسيه نظر إليّ، وبعد أن أخبرته أنني الشخص الذي كلمه الشاعر عنه سمّر عينيه الحادتين الصغيرتين بوجهي لحظةً أو لحظتين ثم طلب مني الانتظار لأنه أراد أن يتكلم معي على انفراد. وكان في الغرفة عدد من الرجال جاؤوا ليسلموا على الطبيب (فكل رجل يعمل في البلاط يفتح مضافة لاستقبال الناس)، ومن مراقبة هؤلاء أدركت أن الترقي في الحياة يتطلب استغلال كل فرصة للوصول إلى آذان أولي النفوذ. وربما احتيج إلى أن يشرط الذي يلي الوجع فربما جذب المادة إلى المراق. وفي اليوم التالي كان الشاه جالساً على عرشه يحيط به الصدر الأعظم والخزندار ووزير الداخلية وحاجبه وقيّم الاصطبل الملكي ورئيس المراسم والطبيب الملكي والكثير من كبار رجالاته، فخاطب رئيسَ الوزراء وأخبره عما جرى بينه وبين الطبيب الأجنبي الذي يقيم الآن في بلاطه، وأن في اللقاء الأول قال الطبيب المذكور، وبعد فحصٍ دقيق لشخصه، أنه اكتشف عنده أعراض الوهن.
أعلمني أن الشاعر عندما حدثه عني أطنب في مدحي وأوصاه بي على أني الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه، وأشار بوجه خاص إلى تعقلي وحصافتي، وإلى أنني عندي تجربة في الحياة، وإلى أنني واسع الحيلة، وفي حال كلفني بأي أمر يحتاج إلى حذر وتكتم فأنا خير من يتولاه بكل المهارة المطلوبة. اذهب، يا حاجي، يا صديقي، كل خياراً فوراً واحضر لي الحبة بحلول المساء.» وهنا وضع يده على كتفي ودفعني برفق من الغرفة ليمنعني من التردد والاعتراض على طلبه العجيب، فتركته وأنا لا أعرف إن كان علي أن أفرح أم أبكي من هذا المنصب الذي حصلت عليه. أترى أن كلامي كان حقاً، والخان حي؟ يجب أن تكون مريضاً حقاً، ولن يكون هناك كذب. وأخبرني رفقائي أن هذا المبنى بقايا واحدة من الكنائس الأرمنية التي تنتشر في هذا الجزء من فارس. أما الحقيقة فكانت كالتالي: كان الشاه مزعوجاً من قيامة الشاعر من الموتى لأنها أفسدت الترتيبات التي أمر بها فيما يتعلق ببيته وممتلكاته؛ إلا أن عسكر الذي كان يعلم مدى ولع الشاه بالشعر، ولا سيما بالمديح، حضّر نفسه للقاء فارتجل قصيدة ألفها بالفعل وهو أسير التركمان، وأنشدها في اللحظة المناسبة، وبذلك استطاع أن يعكس تيار عواطف الشاه الذي كان ضده ليصبح لصالحه تماماً، إذ أمر جلالته بأن يملأ فم الشاعر بالذهب وأنعم عليه بثوب رفيع وأعاد إليه منصبه في البلاط وممتلكاته كافة.
If you liked this report and you would like to receive much more facts with regards to <a href="محل”>https://files.fm/proglass”>محل زجاج ومرايا فى الرياض kindly visit our web site.
Please login or Register to submit your answer